بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------------------
مرحباً بكم جميعاً ^_^ .. كيف الحال ؟
أتمنى أن الجميع بخير ..
*****
بعد أن عانيت طويلاً من ازمة كساد الأفكار
أحس أنني أعاني الآن من فيضان الأفكار
وهذا موضوع جديد أحب مشاركتكم به ^_^ .. وهو إهداء لكل متذوقي الفنون الجميلة
جبل الإنسان على حب الجمال والرغبة في العيش في عالم يزخر بالأشياء الجميلة .. ورغم اختلاف مفاهيم الجمال وتعدد الأذواق والميول .. كثيراً ما نجد أن بعض مظاهر الجمال قد استطاعت أن تفرض نفسها على شريحة كبيرة من الأذواق المختلفة بل وربما المتناقضة !!!
يمكننا القول بأن الجمال بمفهومه العام والشاسع ينقسم إلى قسمين ..
جمال طبيعي .. وهو ما خلقه الله ولم تتصرف فيه يد الإنسان .. ويشمل هذا كل المظاهر الطبيعية الخلابة التي يزخر بها الكون عموماً .. وكوكبنا الأرض خصوصاً .. .. ومن نعم الله الكثيرة علينا أن الأرض مليئة بمظاهر الجمال الطبيعي الذي مهما امتدت إليه يد الإنسان فإنه يظل فارضاً لنفسه بقوة .. ويمكن للإنسان مهما كان موقعه من الأرض أن يتمتع بمظاهر الجمال الموجودة في موضعه الذي هو فيه .. وكما هو معلوم فقد تتنوع زوايا النظر إلى نفس الشيء فتكون له أعداد لا تحصى من المشاهد الرائعة التي تعجب الإنسان .. كمشهد الغروب مثلاً .. يستطيع اثنان من نفس المدينة الاستمتاع بمظهر الغروب من زاويتين مختلفتين .. فالذي يتفرج على الغروب من البحر يختلف عن الذي يراه من الجبل .. رغم أن الغروب واحد !!!! ..
وهكذا .. لو بحثنا في آيات العظمة والجمال في الكون فإننا لن ننتهي .. فليتنا نقدر الجمال حق قدره .. وندرك أن التأمل في مشاهد الجمال الطبيعي هو عبادة نستطيع من خلالها التقرب إلى الله واستشعار عظمته ...
لكن عموماً ليس هذا هو موضوعنا .. بل ما سأتحدث عنه في هذا الموضوع نوع آخر من الجمال .. وهو الجمال الصناعي .. الجمال الذي يصنعه الإنسان بيديه .. كثير من الأشخاص أعطاهم الله حساً فنياً وقدرة على إنتاج الجمال .. ويتعدد الفنانون بتعدد أشكال الفنون وأذواق الناس .. لكن كون الإنتاج الفني من صنع البشر لا ينفي عنه كونه من صنع الله أولاً .. فالله هو الذي أعطى التوفيق لواحد من البشر لكي يستخدم حواسه لإنتاج فن معين يستهوي الناس ويعجبهم
وهنا سأتحدث في هذا الموضوع حول واحدة من أروع اللوحات الفنية الخالدة التي مات صاحبها وتركها في متحف اللوفر تفرض على الجميع عدداً من التساؤلات المحيرة التي لا نعرف حتى الآن هل تمكن العالم من اكتشاف الجواب لها أم أن السؤال مازال موجوداً يطرح نفسه !!
هذه اللوحة هي .. صاحبة الابتسامة الغامضة [ الموناليزا ] ..
هدفي من كتابة هذا الموضوع هو عرض معلومات مفيدة لي ولكم وأيضاً مشاركتكم بعض التساؤلات المحيرة التي أحب أن نناقشها معاً ^_^
قبل الحديث عن اللوحة نبدأ بالحديث عن صاحبها .. ^_^
------------------------------
الإسم : ليوناردو دافنتشي - Leonardo da Vinci
العمر : 67 عاماً ( 1452 --> 1519 )
نبذة : رسام ونحات وعالم ومهندس معماري إيطالي من أبرز رواد عصر النهضة .. له عدد كبير من اللوحات الفنية التي يغلب عليها طابع الدراسة التشريحية والتي استخدم فيها تقنية الكاريكاتير ( المبالغة في الخط )
البدايات الفنية :
ولد ليوناردو دا فنتشي في بلدة صغيرة تدعى ( فينشي ) تقد قرب فلورانسا .. وهو ابن غير شرعي لعائلة غنية .. أبوه كاتب العدل وأمه فلاحة .. وهذا جعله يفقد حنان الأم في طفولته ..
إلتحق بمدارس فلورانسا بعد أن استقر أهله هناك وتلقى منها أفضل ما تقدمه من العلوم والفنون .. بحيث كانت هذه المدينة هي المركز الرئيسي للعلوم والفنون في إيطاليا ..
في سنة 1466 إلتحق ليوناردو بالمشغل الفني للفنان الكبير ( أندريا ديل فيروكيو - Andrea del Verrocchio ) والذي كان فنان عصره في الرسم والنحت .. وهذا جعل ليوناردو يطلع عن قرب على هذه المهنة وخصوصياتها .. وفي سنة 1472 أصبح عضواً في دليل فلورانسا للرسامين ..
في سنة 1478 استقل ليوناردو بهذه المهنة وأصبح معلماً قائماً بذاته .. وكان عمله الأول رسماً جدارياً لكنيسة القصر القديم واسمها ( Chapel of the palazzo vecchio ) ..
ومن لوحاته الأولى ( بينوس مادونا - Benois Madonna )
********
حياته في ميلانو :
في عام 1482 إلتحق ليوناردو بخدمة دوق ميلانو ( لودوفيكو سفورزا - Ludovico Sforza ) بعد أن أخبره بأنه قادر على صنع تماثيل من المرمر والبرونز والطين وبناء الجسور المتنقلة ومعرفته بطرق صنع قاذفات القنابل والمدافع والسفن والعربات المدرعة إضافة للمنجنيق وأدوات حربية أخرى ..
لذا فقد تم تعيينه بصفة مهندس أساسي كما كان معمارياً أيضاً ..
وخلال فترة إقامته الطويلة في ميلانو قام بإنجاز عدد كبير من اللوحات إلا أن معظمها قد ضاع وتلف .. !! إلا أن أضخم عمل قام به في هذه الفترة هو نصب تذكاري لوالد لودوفيكو ( فرانسيسكو سفورزا - Francesco Sforza ) ..
لكنه عاد من جديد إلى فلورانسا في سنة 1500 بعد أن اقتيدت عائلة سفورزا على يد القوات العسكرية الفرنسية ..
********
فلورانسا مرة أخرى :
في عام 1502 التحق ليوناردو بخدمة دوق روماغنا ( سيزار بورجا - Cesare Borgia ) بحيث كانت وظيفته رئيس المعماريين والمهندسين التابعين للدوق حيث أشرف على عمل خاص بالحصن التابع للمنطقة البابوية في مركز إيطاليا ..
ومن أكثر أعماله إثارة في هذه الفترة رسومه لشخصيات متعددة تبرز الوجه ومن أبرزها لوحته الخالدة ( الموناليزا ) الموجودة حالياً في متحف اللوفر بفرنسا .. وقد كان شغفه بها كبيراً حتى أنه كان يصطحبها معه أينما ذهب !!
********
أسفاره الأخيرة ووفاته :
في عام 1506 سافر ليوناردو من جديد إلى ميلانو بدعوة من حاكم فرنسا ( تشارلز دامبيوزيه - Charles d'Amboise ).. وخلال السنوات اللاحقة أصبح رسام القصر المعتمد للملك لويس الثاني عشر .. وانهمك في ميلانو بمشاريعه الهندسية الكثيرة ..
توفي ليوناردو دافنتشي عام 1519 في فرنسا بعد أن سافر إلى هناك سنة 1516 ودخل في خدمة الملك فرانسيس الأول .. وأمضى سنواته الأخيرة في ( تشاتيو دو كلو ) قرب أمبوس ( Château de Cloux ) حيث توفي هناك عن عمر يناهز 67 عاماً ..
*********
إبداعاته الفنية :
ليس لليوناردو دافنتشي عدد كبير من اللوحات .. بل عدد لوحاته ضئيل جداً فضلاً عن أن معظمها مفقود او لم يتم الانتهاء منه .. لكن رغم ذلك استطاع ليوناردو أن يفرض نفسه كفنان مبدع خاصة بعد أن تحرر من أسلوب معلمه فيروتشيو واتجه إلى أسلوبه في إنتاج رسومات تلامس الأحاسيس والذكريات ..
من إبداعاته لوحة : ( توقير ماغي - العشاء الأخير - الموناليزا - عذراء الصخور ... )
عذراء الصخور
العشاء الأخير
ومن لوحاته مجموعة من الوجوه الآدمية ذات الشكل الكاريكاتيري والغريب أضع لكم منها :
********
هنا أنهي حديثي حول الفنان المبدع ليوناردو دافنتشي وأنتقل إلى الحديث عن أسطورته الخالدة